الصداقة عالم رحب وفضاء يملأ النفس بالسعادة والحبور..
الصداقة حقيقة حلوة لا يشعر بطعمها إلاَّ من لبس أحلى حُللها وذاق أطيب ثمارها..
الصداقة سفينة تنقل الإنسان التائه إلى برّ الأمان، أن يكون في ربوع الأخوة والمحبة الصادقة في الله..
الصداقة دعوة مفتوحة لكلّ من أراد التزوُّد من الدنيا بالأخلاء الذين هم عونه في حياته ومداده المتوهج ـ بإذن الله ـ بعد وفاته..
الصداقة ضرورة حياة وتوجد في توازن نفسي، فهي تغذي قيمة الإنسان، وتشعره بأهميته
فالصديق يعني أن هناك إنسانا يحبني ويهتم بي، ويصبح وجودي مرحبا به دائما عنده..
فالصداقة هي أهلا وسهلا في الحياة والصديق هو الذي يتقبلني بأخطائي فيشعرني بالراحة، فليس في الصداقة حب مشروط..
فالصديق يحب صديقه كما هو، بلا رتوش أو تجمل!!
والصداقة أهميتها كبيرة جدا، فوجود الإنسان في الدنيا يجب ألا يكون وحيدا
فالوجود على حد قوله يفترض اثنين, سواء زوجا، سواء صديقا، ممكن أيضا أن يكون من نفس الجنس أو من الجنس الآخر..
لأن أساس الاستمتاع بالحياة يكون دائما من خلال إنسان آخر، وبصحبة إنسان آخر..
وهي ركن مهم في حياة الإنسان، لا ينبغي له أن يغفلها
فنحن نحتاج إلى دعم نفسي في رحلة الحياة
نحتاج من يشاركنا لحظة الألم، ولحظة الفرح، ولحظة الزهو والنجاح
نحتاج إلى كلمة تشجيع تداوي الجراح، وتساعد عند الإحساس بالضعف.. فالوحدة تفقد الإنسان عقله
والصديق مهمته خطيرة فهو يحافظ على التوازن النفسي للإنسان..
فالصداقة هى عاطفة صادقة بلا أطماع، تربط بين اثنين من البشر و هي تمثل أحد الاحتياجات الأساسية في حياة الإنسان
وهي مرهونة بوجود إنسان آخر.. لأن ببساطة أنا لا توجد إلا من خلال أنت أو هو الذي يعتبره مسؤولا عن وجودي المعنوي والإنساني..
والصديق الحقيقي هو الذى يساعدك خلال غضبك ويطرد الخوف بعيدا عنيك
وهو الذى يبقى إلى جانبك عندما يتخلى العالم عنك ويساعدك علي أن ترى البهجة حتى من خلال سماء معتمة
وهو الذى يجذبك من يدك عندما يعلم انك تكاد تقع
وهو دائما أعز صديق لك مع انك لست بالإنسان الرائع الكامل.. فهو يتقبلك كما أنت بدون رتوش
وعندما تضيق بك الحياة، ستجده إلى جوارك ليعيد إليك بسمتك ويرد بعض أفضالك عليه.. ويشاركك أفراحك و أحز انك وأوقات يأسك وتنتشلك من اكتئابئك وتشعرك بالأمان!
هذا هو معنى الصداقة الحقة الخالية من الاطماع والمصالح المادية
لذا عودي حبيبتى واطَّلعي على سجلِّك الخاص وانظري بمَ ترجعين؟!
هل ترجعين بصديقة صدوقة صادقة أم أنَّك سترجعين بصديقة متصنعة؟!
أهي صديقة صدوقة تمسك بيدك لتنقلك إلى واحة الطاعة والتزوُّد من الدنيا للآخرة، أم أنَّها كنافخ الكير فتؤذيك؟!
انظرى هل ترجعين بذات تحبك لذاتك، أم يا ترى ترجعين بمُحبة لذاتها لا تبالي بك ولا تعيرك أيّ اهتمام؟!
هل ترجعين بأخت لك تتمنى لك الخير وتسعى لتقديم الفائدة لك !!
أم أنَّك ستحظين بصفة الأنانية وحبّ الذات والجري خلف الشعارات البرَّاقة وسيل العبارات المعسولة التي تخدم مصلحتها، ثمّ ترميك بعد أن تكتشف أنَّ مدَّة صلاحيتها قد انتهت؟!!
وحدك فقط من يملك زمام حقيقة صداقته، فكوني على حذر من الانجراف خلف نافخة الكير ومضيعة المسك..
فاحسنى اختيار من تصادقين
ابحثى لك عن أصدقاء مخلصين وعقلاء وحكماء وعلماء لكي تنتفعى بصداقتك معهم و يقول الأمام علي:
(صاحب الحكماء , وجالس الحلماء , ولأعرض عن الدنيا , تسكن جنة المأوى)
وقال أيضا :
(صاحب العقلاء وجالس الحكماء واغلب الهوى , ترافق الملأ الأعلى) .
وتذكرى غاليتى دوما
إن الصديق (في الله) هو الذي لا يتغير أبداً، مهما تغيرت الظروف، لأن الله تعالى لا يتغير، ومبادئه لا تزول، وصديق المبدأ يبقى ببقائه.
الصداقة عصفور بلا أجنحة ..
فمن هو الصديق الحقيقي
وهل يوجد صديق في هذا الزمان ؟
** الصديق الحقيقي **
هو الصديق الذي تكون معه,
كما تكون وحدك
** الصديق الحقيقي **
هو الذي يقبل عذرك و يسامحك إذا أخطأت
و يسد مسدك في غيابك